وهج المشاعر

مشاعرنا والغربة

الغربة أحياناً ليست غربة وطن بل غربة الروح .

اتسأل حقا ماهي الغربة في قاموسنا..
الغربة تختلف معانيها من شخص إلى أخر.

دائماً بعض الأشخاص تحيط بهم وبحياتهم أسوارٌ من الغربة .

أما تكون تلك الغربة :
غربة وطن
غربة روح
غربة مشاعر

غربة الوطن: هي أن يعيش الإنسان خارج حدود الوطن.

غربة الروح: هي شيء أخر أن يعيش جسده بوطن أو مدينة وروحه خارج حدود ذلك الوطن أو المدينة.

غربة المشاعر: أن يكون جسدك وروحك بمكان مختلف عنها وقلبك ينبض بمكان أخر عن جسدك وروحك.

غربة المشاعر تتخطى كافة المسافات والحدود وأن تعبر الحدود بلا جواز سفر ولا قيود.

أصعب غربه ممكن أن يعيشها شخص ما.
غربة المشاعر التي بالداخل، لها حكاية أخرى وأحاسيس مختلفة.

بالطبع يمكن أن نعيش داخل الوطن، ولكن تكون مشاعرنا خارج حدودها ويصعب إيصالها والوصول إليهم.

ويمكن للبعض أن يعيش غربة يكون سببها عدم وجود أحبابه أو أهله أو فقدان عزيز عليه.

دائماً الغربة بكافة أنواعها مؤلمة ولكن غربة المشاعر أشد وقعاً على الروح والجسد.

غربة الوطن والروح تهون مع غربة مشاعرنا.
غربة الوطن تهون بأمل العودة.

غربة الروح مع وطأة وحشة المكان.
إلا غربة المشاعر دائماً حية لا نعلم كيف يمكننا إيصالها إذا طالت المسافات وانقطعت بنا السبل أن تصل أليهم.

وإن وصلت مشاعرنا تبقى ناقصة وغير كافية التعبير عنها دون رؤيتهم.

مشاعرنا عند الشوق تكون حبيسة الصور والذكرى نحملها أينما ذهبنا إلا أن الأشخاص والأماكن تكون عابرة.

الغربة قاسيه بكل أنواعها، ومن أقسى مراحل الحزن الذي يصيب الأفراد وعن مدى الأسى الذي يشعروا به من الوحدة.

يتخلل الغربة بكافة أنواعها الخوف والقلق والحزن والحرمان وألم المعاناة والاشتياق بكل لحظة لوطنه وساكنيه.

مشاعر المغترب يحاول اخفاءها بداخله ويكتفي بعدم الإفصاح عن حزنه ومقدار شوقه لأحبابه.

الغربة تفقدنا الشغف والحماس لكل شيء حولنا حتى نعود أو نشبع مشاعر غربتنا.

الغربة تفقدنا الأمل.

الغربة تبدأ بعزيمة قوية وقلب من حديد ومع مرور الوقت سرعان ما تضعف القوة والعزيمة.

لكل مغترب في الحياة حكاية وتجربه خاصه
تعلم من خلالها الصبر بأعلى درجاته.

لأنك أحيانا تكون غريب في وطن ما لكن هذا
الشعور معدوم لوجود الائتلاف في الروح والمشاعر مع من حولك، نكاد نسيان أنفسنا وعدم معرفتها عندما تسكننا غربة مشاعرنا.
…………….
كتبت: نور
بريق اللجين
noor_allah1@

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى